[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يساورني شعور بأن اللاعب البرازيلي نيمار سيقتفي أثر زميله ومواطنه روبينيو، لترسو سفينته عند نفس المرفأ..وبئس الورد المورود.
علي بهلولي - جول.كوم عهد عن كفاءات الأقدام البرازيلية أنها تلد من رحم المعاناة والبؤس والشقاء، فالقاسم المشترك بين طفولة بيليه وجارينتشا وروماريو وريفالدو..هو "الحرمان بالأسود والأبيض"..ولكن في الآونة الأخيرة بدأ وهج هذه القاعدة يخبو شيئا فشيئا، لتتحوّل البرازيل من منجم خام لمواهب الكرة إلى ورشة كبرى لتصنيع النجوم، وشتان بين المعدن الخام والمنتوج المصنّع.
الصخب الإعلامي التي يثار حول نيمار لم تعرفه ملاعب البرازيل سوى في حالة واحدة مع روبينيو منتصف العقد الماضي، وبالتالي لا يستبعد أن يقتفي نيمار آثر هذا اللاعب الأخير ويعرف نفس المصير.
ففي زمن التسابق للإستفادة من خدمات روبينيو (27 عاما) أثير جدل كبير، حتى أن هناك من زعم أن هذه الموهبة ستكون امتدادا للأسطورة الحيّة بيليه، ودليله في ذلك أن كلا اللاعبين استهلا مشواريهما الكرويين مع فريق سانتوس! وجاء نبأ اختطاف والدة روبينيو قبيل انتقاله لريال مدريد ليزيد الإثارة استعارا، ولكن ما إن هدأت العاصفة وتبدّدت الغيوم، حتى ظهر روبينيو للعيان بأنه لا يعدو أن يكون لاعبا عاديا.
ويعرف انتقال نيمار من سانتوس لإحدى "القوى العظمى" بأوروبا نفس السيناريو، وقد أماطت مسابقة كوبا أمريكا بالأرجنتين شهر يوليو الماضي اللثام عن جزء من "الوجه القبيح" لحقيقة هذا اللاعب، حتى وإن كان البعض لا يعتبرها مقياسا كون نيمار حديث العهد بالمسابقات الدولية الكبرى للمنتخبات، فضلا عن طابع الفتوّة (19 عاما فقط).
هناك مثل فرنسي فحواه "المغني الذي يقبض أجره مسبّقا، أبدا ما يطرب مستمعيه"..هذا القول المأثور جسّده حرفيا اللاعب روبينيو، ولا يستبعد أن يترجمه نيمار في المستقبل القريب، لاسيما وأن هذا الأخير يقوم بتصرفات تقترب كثيرا من تلك التي تصدر عن فتيان وفتيات - حتى لا نقول غلمان وجواري - "ستار أكاديمي" أو المدارس التي يزعم أهلها أنهم يعلّمون الناشئة كيفية مجابهة مصاعب الحياة بطريقة لا يقنعون بها سوى أنفسهم، كأن تعرض صور لنجمة الغناء "بريتني سبيرس" وهي تقوم بتنظيف حظيرة الدواب، أوصور لزميلها الممثل السينمائي توم كروز وهو يدفع عربة لبيع الخضر والفواكه في سوق شعبي يغص بـ "المعذبين فوق الأرض"!؟ ما يعني أن نيمار يقترب من كونه "منتوجا مصنّعا" عرضة للتلف عن "معدن خام" أصيل.
من المستفيد الأكبر من ترويج أخبار من صنف "نيمار يقترب من الإنضمام لبرشلونة".."إمضاء نيمار لريال مدريد بات مسألة سويعات".."نيمار لن ينتقل لأي ناد حتى يخوض كأس العالم للأندية نهاية العام الجاري".."نيمار يؤجل مسألة تغيير الأجواء كي يحتفل بمئوية نادي سانتوس العام المقبل"؟
من دون لف ولا دوران..الطرف الأول المستفيد من هذا "السيرك" الإعلامي هو رئيس نادي سانتوس "لويس ألفارو دي أوليفييرا ريبيرو"..هذا الشخص يتقاطع مع حكام العالم الثالث المتهالك - والعربي نموذجا - في التربّع فوق الكرسي أو العرش بـ "الأغلبية الساحقة" أو لكونه الأفضل على الإطلاق..واستحالة كبح الجماح أمام ملذات المنصب والترنّم بسماع رنين النقود، حتى أنه تعرّض في 4 مناسبات لنوبات قلبية كاد على إثرها يفارق الحياة - لولا لطف الله - لكنه لم يشأ التخلّي عن النعيم الذي يسأل عنه (سلسلة الخالدون مئة!).
الجهة الثانية التي يزداد منسوب فوائدها كلما كثر الجدل عن نيمار وارتفعت أسهمه هي الشركات الراعية، أما الرابح الثالث وراء هذا الصخب غير العادي فهو الإعلام - لاسيما البرازيلي - الذي يحترف إنتاج "المسلسلات اللاتينية المدبلجة" المطوّلة..من أجل بعض الدولارات الإضافية!
ما يؤمل هو أن تكون آخر لقطة من أخبار انتقال نيمار أو بقائه في سانتوس عبارة عن قذيفة مدفعية مدوّية وليس موتا للبطل بالسم..حتى يستيقظ المتفرّج (الجمهور الكروي) الذي نام في عز عرض هذا المسلسل اللاتيني السخيف.
المصدر :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]